دار النشر للجامعات /سنة 2009/القاهرة/ عدد الصفحات 199 صفحة
إن ما تعودنا عليه هو أن الباحث يسلم، في الغالب، بصحة معظم ما يطلع عليه، إن لم يكن كله، في مصدر من مصادر المعلومات، وكأن لسان حاله يقول: إن هؤلاء الذين يكتبون لابد أنهم خبراء وعلماء وباحثون لا يمكن لهم أن يخطئوا أو أن يقدموا لنا معلومات غير دقيقة.
ونحن كخبراء وكباحثين متمرسين، نعلم أن ذلك التصور غير صحيح. فكم من بحوث تتضمن نتائج غير دقيقة، وكم من كتابات اطلعنا عليها تتضمن آرا تفتقر إلي المنطق، وغير ذلك من مثالب أخري.
في ضوء ذلك، أردت أن تتغير نظرتنا إلي مصادر المعلومات وأن نعطي قدراً كبيراً من الاهتمام لتدريب طلاب البحث علي تقويم مصادر المعلومات البحثية، وأن نرسخ ثقافة الشك العلمي المحمود لدي باحثينا وكتابنا.
إلا أنني أقول للباحثين والمؤلفين بكل ثقة: استخدموا مصادر المعلومات الإنترنتية بكل طمأنينة وبلا تردد أو خوف، طالما أنكم أخضعتم هذه المصادر للفحص والتقويم والمراجعة، واجتازت هذه الاختبارات المذكورة في الكتاب الذي بين أيديكم. كما أنني أقول لهم أيضاً: أخضعوا مصادر المعلومات المطبوعة أيضاً للفحص والتمحي والتحليل والنقد والمراجعة، حتي تقرروا ما إذا كان مصدر ما يستحق أن يكون مرجعاً يتضمنه التقرير البحثي أو الكتاب أم لا.